روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | حكم إجراء عملية ولادة قيصرية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > حكم إجراء عملية ولادة قيصرية


  حكم إجراء عملية ولادة قيصرية
     عدد مرات المشاهدة: 3107        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الســـؤال:

هل اللجوء للعملية القيصرية بسبب بعض المخاوف على حياة الجنين واجبة؟ أشعر أنها كثرت، ولربما هي خطة غربية لتقليل نسل المسلمين وإضعاف أرحامهم، وأتساءل هل يجب اللجوء إليها والتعجيل بها قبل مجيء الطلق الطبيعي حرصا على الجنين، أم الأفضل هو الإنتظار حتى مجيء الطلق عاش الطفل أو مات؟.

* الجـــواب:

الحمد لله...

= أولاً:

الولادة القيصرية هي عملية جراحية يتم فيها شق البطن، لإخراج الطفل من الأم، ويقال إنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى يوليوس قيصر، لأنه أول من ولد بهذه الطريقة، إذ ماتت أمه أثناء الطلْق، وقام الطبيب بعدها بشق بطنها وأخرجه منها، وعاش قيصر ليصبح إمبراطور روما.

= ثانياً:

والولادة الطبيعية هي الأفضل للأم، إلا أن هذا لا يمنع من إستعمال العملية القيصرية إذا إقتضت الضرورة لذلك، ومن هذه الضرورات: نزول المشيمة أسفل الرحم، ونقص الأكسجين عن الجنين، ووجود أورام في الحوض، أو وجود إرتفاع في ضغط الدم، أو كان هناك نزيف يهدد حياة الأم وجنينها، أو في حال وجود توأمين ملتصقين، أو وجود جنين كبير الحجم، وغيرها من الضرورات التي تحتم إجراء عملية قيصرية، وهذا من نِعَم الله العظيمة، ومن رحمته بخلقه.

ويتساهل كثير من الأطباء في اللجوء إلى العملية القيصرية، طمعاً منهم في المال، أو لعدم صبره على الأم أثناء الطلق للولادة الطبيعية، كما أن بعض النساء تطلب هذه العملية للحفاظ على رشاقة جسدها، أو للتخلص من آلام الولادة.

ولا شك أن في هذا الفعل تضييعاً لفوائد متعددة، كما أنه قد يسبب آثاراً على الأم وولاداتها المستقبلية، ومنه ما أشار إليه الأخ السائل.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى ظاهرة ذُكِرت لنا، وهي: أن كثيراً من المولِّدين أو المولِّدات في المستشفيات يحرصون على أن تكون الولادة بطريقةِ عملية، وهي ما تسمى بالقيصرية، وأخشى أن يكون هذا كيداً للمسلمين، لأنه كلما كثرت الولادات على هذا الحال: ضَعُفَ جِلْدُ البطن وصار الحمل خطراً على المرأة، وصارت لا تتحمل، وقد حدَّثني بعض أهلِ المستشفيات الخاصة بأن كثيراً من النساء عُرِضْن على مستشفيات فقرر مسئولوها أنه لابد من قيصرية، فجاءت إلى هذا المستشفى الخاص فوُلِّدت ولادة طبيعية، وذَكَرَ أكثرَ من ثمانين حالة من هذه الحالات في نحو شهر، وهذا يعني أن المسألة خطيرة، ويجب التنبُّه لها، وأن يُعْلَم أن الوضع لابد فيه من ألم، ولا بد فيه من تعب {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً} [الأحقاف:15]، وليس لمجرد أن تحس المرأة بالطَّلْق تذهب وتُنْزِل الولد حتى لا تحس به، فالولادة الطبيعية خير من القيصرية... إنتهى بتصرف، لقاءات الباب المفتوح 2 / السؤال 42.

وسئل الشيخ رحمه الله:

فضيلة الشيخ! يقول الله سبحانه وتعالى في سورة عبس: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} [عبس:20]، فالله سبحانه وتعالى تكفل بتيسير هذا المولود، ويلاحظ كثيرٌ من الناس من الرجال والنساء الإستعجال للقيام بعملية ما تسمى بالقيصرية، فهل هذا من ضعف التوكل على الله سبحانه وتعالى؟.

فأجاب:

أرى -بارك الله فيك- أن هذه الطريقة التي يستعملها الناس الآن عندما تحس المرأة بالطلْق تذهب إلى المستشفى، ويصنع لها عملية قيصرية: أرى أن هذا من وحي الشيطان، وأن ضرر هذا أكثر بكثير من نفعه، لأن المرأة لابد أن تجد ألماً عند الطلق، لكن ألمها هذا تستفيد منه فوائد:

• الفائدة الأولى: أنه تكفير للسيئات.

• الفائدة االثانية: أنه رفعة للدرجات إذا صبرت وأحتسبت.

• الفائدة الثالثة: أن تعرف المرأة قدْر الأم التي أصابها مثلما أصاب هذه المرأة.

• الفائدة الرابعة: أن تعرف قدر نعمة الله تعالى عليها بالعافية.

• الفائدة الخامسة: أن يزيد حنانها على ابنها، لأنه كلما كان تحصيل الشيء بمشقة كانت النفس عليه أشفق، وإليه أحن.

• الفائدة السادسة: أن الابن أو أن هذا الحمل يخرج من مخارجه المعروفة المألوفة، وفي هذا خير له وللمرأة.

• الفائدة السابعة: أنها تتوقع بذلك ضرر العملية، لأن العملية تضعف غشاء الرحم وغير ذلك، وربما يحصل له تمزق، وقد تنجح، وقد لا تنجح.

• الفائدة الثامنة: أن التي تعتاد القيصرية لا تكاد تعود إلى الوضع الطبيعي، لأنه لا يمكنها، وخطر عليها أن تتشقق محل العمليات.

• الفائدة التاسعة: أن في إجراء العمليات تقليلاً للنسل، وإذا شق البطن ثلاث مرات من مواضع مختلفة وهَنَ وضعف وصار الحمل في المستقبل خطيراً.

• الفائدة العاشرة: أن هذه طريقة من طرق الترف، والترف سبب للهلاك، كما قال الله تعالى في أصحاب الشمال: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} [الواقعة:45]، فالواجب على المرأة أن تصبر وتحتسب، وأن تبقى تتولد ولادة طبيعية، فإن ذلك خير لها في الحال، وفي المآل، وعلى الرجال أيضاً هم بأنفسهم أن ينتبهوا لهذا الأمر، وما يدرينا فلعل أعداءنا هم الذين سهلوا علينا هذه العمليات من أجل أن تفوتنا هذه المصالح ونقع في هذه الخسائر.

السائل: ما مفهوم الترف؟.

الشيخ: الترف: أن فيه إجتناب ألم المخاض الطبيعي، وهذا نوع من الترف، والترف إذا لم يكن معيناً على طاعة الله: فهو إما مذموم، أو على الأقل مباح، لقاءات الباب المفتوح 86/ السؤال 17.

وخلاصة الجواب: أن الولادة القيصرية لا يلجأ إليها إلا عند الضرورة، بأن تتعذر الولادة الطبيعية، أو يكون فيها خطر على الأم أو على الجنين.

والله أعلم...

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب.